في عصرنا هذا وفي ظل التحديات التي يعيشها المسلمون، لا يسعنا وكما أشرنا أكثر من مرة، إلا التأكيد على أن تقهقر الأمة الإسلامية لا يعكس عظمة الإسلام ولا مجده الذي عاشه أسلافنا في بعض العصور، ولكنه راجع بالأساس إلى ضعف وعجز لخطابها الإسلامي الذي حصرنا مشكلاته الأساسية في القائمة التالية :
خطاب لا يراعي الاختلاف والتعددية في الشعوب الإسلامية.
أي أنه من الواجب أن يكون هناك تكريس لمفهوم الأمة الإسلامية وليس الجماعة وهذه هي شمولية الإسلام
خطاب يركز على الماضي بدل الحاضر ويركز على رؤية الإسلام بعيون السلف.
التاريخ يجب أن يكون للعبرة ولا يجب أن يكون مهيمنا.
خطاب يحمل الدين أكثر مما يحتمل، فهو يرى فيه حلولا لكافة مشاكل العالم وأزماته مهما تعددت أو تنوعت.
رغم أن في الإسلام ما هو صالح لاستنباط حلول لبعض قضايا العصر، إلا أن الأمر ليس تلقائيا أو من الضرورة بما كان، أي أننا لسنا ملزمين باستخراج حلول إسلامية لقضايا اقتصادية أو سياسية أو علمية خصوصا إذا كانت معقدة، يكفي أن تكون هذه الحلول في إطار شرع الله دون خرق لحدود الله.
خطاب لا يتقاطع مع الواقع والحال يحيث يفتقر إلى ادوات التعامل معهما.
في غالب الأحيان يكون الخطاب "تجريديا" فلا تجد ربطا بالواقع ولا إسقاطا على حالة المجتمع المقصود بذلك الخطاب.
خطاب يفتقر إلى تطبيق مبدأ الأولويات.
فتراه يركز على القشور بدل النواة، يهمل الأساسي ويهتم بالثانوي...
خطاب يفتفر إلى فلسفة اختيار لغته، وتحمل مسؤولية محتوياته.
إلقاء الكلام على عواهنه، بدون ادنى تفكير في العواقب التي يمكن أن يجرها الخطاب الحامل لذلك الكلام.
خطاب غير قائم على تحليل عميق للأحداث بل هو تلقائي يتسم بردود فعل غير مدروسة العواقب.
ردود الفعل في الخطاب غالبا ما تكون عاطفية ولا تقوم على دراسة علمية للحدث.
خطاب يفتقر إلى الأسلوب العلمي الممنهج المعتمد على وسائل الإقناع والبرهان.
فهو يتسم غالبا بطابع التبليغ، أي لا مجال للإقناع وتقديم الأدلة.
خطاب عاطفي خيالي أكثر منه عقلاني وواقعي.
يثير في المتلقي عواطفه أكثر مما يخاطب عقله.
خطاب يتكئ على فتاوى فقهية في مواجهة مشكلات العصر الكبيرة والمعقدة.
يقدم آراء فقهية تفتقر إلى المرونة و غير ملائمة للمرحلة الزمكانية التي يعيشها المتلقي.
تغيير الخطاب الإسلامي أو تجديده هو السبيل الأمثل للنهوض بهذه الأمة الإسلامية وانتشالها من مستنقع التخلف والتقهقر.
وهذا التجديد للخطاب يقتضي بالدرجة الأولى مراجعة الموروث الديني وتنقيته من الشوائب التي خلقتها ثقافة الرواية ثم الأطماع السياسية والمصالح الشخصية.
وتجدون تفصيلا أكثر في مقالي " تجديد الخطاب الإسلامي ".
** الكاتب : وديع كيتان **
لمشاهدة حلقة اليوتيوب الخاصة بالموضوع :
شارك برأيك .. وتذكر قول الله سبحانه وتعالى ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))