السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشروع يستحق التشجيع، أسأل الله لكم التوفيق والسداد، فما أحوج أمتنا إلى مثل هذا الجهاد العلمي، فإن أعز مايطلب هو البصيرة، والقرآن العظيم (بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
أقترح عليكم إعادة النظر في صيغة شعار (اﻹسلام بمنظور عقلاني)، فالعقل لفظ ملتبس ادعته أكثر الفرق ومعظم أهل اﻷديان والمذاهب الفلسفية على ما بينها من تنابذ وخصومات، وأفضل من كلمتي العقلانية والعقل مصطلح (المنهج العلمي)، والقرآن قد هدانا إلى أهم قواعد المنهج وهي قاعدة عدم التناقض: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) [النساء:82]
ومادة العقل في القرآن تحتاج إلى دراسة مصطلحية تدقق المفهوم وتحرره من اﻷوهام والأخطاء التي لحقته، ولطالما افتري على العقل في تاريخ العلم كما افتري على الله ورسوله، ولهذا اختار بعض المحققين تقسيم العقل إلى صحيح وفاسد، تنبيها على أن مرجعيته ليست مطلقة، وقد أبدعت الفلسفة العلمية الحديثة في نقد العقل وبيان أوهامه، وخلصت إلى أن ما يسمى عقلا ليس سوى عادات ذهنية تلابسها تحيزات، ولهذا صار المفضل في اﻷدبيات العلمية الحديثة استعمال عبارة (المنهج العلمي)، وعليه فإن استعمال كلمتي العقل والعقلانية في الخطاب المعاصر باعتبارهما تشيران إلى مرجعية ﻻ يشق لها غبار لن يكون إﻻ فرقعة صوتية ينبغي أن يتنزه عنها أولو اﻷلباب
أشكرك شكرا جزيلا أخي وديع كيتان على هذا التوجه العلمي الواعد المشفوع بالسماحة، وأتمنى لك مسيرة موفقة
أخوكم عثمان مصباح
أستاذ التعليم العالي