مقدمة:
هناك العديد من السلوكيات، ومن التصرفات بل ومن الظواهر الإنسانية التي تنتشر في وقت معين وتستمر لمدة قصيرة أو طويلة، إما بوتيرة سريعة أو بطيئة بحسب درجة قبولها في المجتمع، وبحسب عوامل أخرى لا ندري في الغالب طبيعتها ولا مصدرها.
ولكن بعض هذه السلوكيات والظواهر، لا يتم الفصل في الحكم بإباحتها أو عدم جوازها من الناحية الدينية خصوصا في المجتمعات التي تحتكم إلى الشريعة في أمورها الدنيوية، وذلك لغياب نصوص قطعية تفصل فيها، وهو ما يؤدي إلى استمرار انتشارها بوتيرة نسبيا بطيئة، ودون لفت الانتباه، مما يجعلها تسود كسلوك عادي، لا يتم الانتباه إلى شيوعه إلا بعد فوات الأوان.
ولما قلنا في مشروعنا التقويمي للموروث الإسلامي، وكفلسفة فكرية إصلاحية، بضرورة الاستمرار في تجديد الخطاب الديني التقليدي الذي لم يعد بعضه أو جله صالحا للتطبيق في العصر الحالي، أكدنا من خلال هذه الفلسفة ضرورة تغيير الأدوات، كأحد أسس منهجنا في التجديد، فكان من اللازم على الأمة وخصوصا علماؤها أن يجتهدوا في محاربة السلوكيات الفاسدة باعتماد هذا المنهج، أي تغيير الطريقة والأدوات، وإلا ظل الحال كما هو عليه، وهو ما نلاحظه في كثير من الظواهر الاجتماعية.
نجد من ضمن هذه الظواهر، ظاهرة الوشم، محور قضيتنا الحالية والتي سوف ندرسها بحول الله من خلال رؤية أكثر علمية، وبالاستناد إلى مقاربة صحية واجتماعية، إضافة إلى المقاربة الدينية التي لا نراها كانت حاسمة في هذا المثال من السلوك.
الهدف الرئيسي من المقال، هو تبيان فساد هذا السلوك الشاذ باعتماد وسائل أخرى غير الرجوع والاحتكام إلى نصوص ظنية كرواية الحديث التي تنادي بتحريمه، ضاربين العصافير بحجر واحد.
أهمها عدم اقتحام دائرة الحرام التي أقفلها الله سبحانه وتعالى، ولنذكر أيضا أن المحرم ليس هو وحده الممنوع، بل هناك ما هو منهي عنه، كالمنكر، ولمن أراد التوسع في موضوع الحرام والمنهي عنه والفرق بينهما، فعليه بحلقتنا الخاصة حول ذلك في منبرنا وموقعنا أولي الألباب.
ظاهرة الوشم:
مبدئيا، يُعرف الوشم بأنه شكل من أشكال التعديل الجسدي ويتم بوضع علامة ثابتة في الجسم وذلك بغرز الجلد بالإبرة ثم وضع الصبغ عن طريق هذه الفتحات والجروح ليبقى داخل الجلد ولا يزول.
ظاهرة الوشم وبالرغم من أننا نجدها أكثر في المجتمعات الغربية الملحدة أو العلمانية، ولكن تواجدها في المجتمعات الأخرى المتدينة والمحافظة ليس منعدما، رغم أنه قد تم تحريم هذا الفعل دينيا (في الإسلام واليهودية).
ومع تقارب المجتمعات مع بعضها، أصبحنا نلاحظ إقبال بعض الشباب على هذا السلوك، والأسباب مختلفة، أحدها مرتبط بعدم اقتناع البعض بالمقاربة الدينية والتي سنحاول أن نعيد تأسيسها من جديد اعتمادا على دراسة أعمق لهذه الظاهرة.
المقاربة التي سوف نقدمها حول الموضوع، متعلقة بشقين، الأول ديني، والثاني اجتماعي صحي نفسي.
المقاربة الدينية:
سوف نبدأ بالمقاربة الدينية، والتي قلنا لم تنجح تماما في الحد من الظاهرة، وسنذكر أسباب ذلك.
في الإسلام، يعتبر الوشم حراما، وقد تم الاحتكام إلى نص الحديث المروي عن النبي ﷺ الذي يقول:
«لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- الوَاصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ، والوَاشِمَةَ والمُسْتَوشِمَةَ»
وهناك حديث
آخر مروي عن عبد الله بن مسعود:
« لعن الله الواشمات , والمستوشمات , والنا مصات , والمتنمصات, والمتفلجات للحسن , المغيرات خلق الله »
وهذه هي النصوص الموجودة تقريبا في الموضوع.
هذه المقاربة الدينية، هي مقاربة ولو أنها نجحت في كبح انتشار هذا السلوك داخل المجتمعات المسلمة لوقت معين بل لعصور عديدة، إلا أن هذا الوضع بدأ في التغير في العصر الحالي، وفي نظري أن السبب يرجع إلى ضعف تأثير الحديث أو الحديثين المذكورين على تفكير الناس بخصوص هذا السلوك.
فالملاحظ أن الحديثين يتكلمان عن الوشم وعن النمص وعن الوصال... وبعد أن تجاهل النساء ما يخص النمص والوصل، جاء الدور على الذكور والإناث في تجاهل ما يخص الوشم؟
وبعيدا عن صحة الأحاديث من حيث السند، والتي اعتبرها بعض النقاد موقوفة على الصحابة ولا تصل إلى النبي ﷺ، ثم عن علة متنها خصوصا ما تعلق بنمص الحاجبين الذي أجازتها عائشة في روايات أخرى، والذي تمارسه لحد الآن جل نساء المسلمين، المتحجبات وغير المتحجبات بل وحتى المنقبات، وبالتالي يحق التساؤل هل هن ملعونات بحسب الروايات الموجودة؟؟
وبغض النظر عن عدم معقولية هذه الروايات المذكورة، لكننا نصطف مع الذين ينادون بالنهي عن هذا السلوك، ونعتقد بإمكانية صدوره عن نبينا ﷺ، وكما نذكر ونؤكد دائما، أننا بالإمكان أن نكون موافقين لبعض ما جاء في الأحاديث وفي نفس الوقت ننكر نسبتها للنبي ﷺ، فالمسألة مسألة تحقيق يجب أن نكون فيها علميين ومنطقيين وعقلانيين.
ولكن اعتراضنا هو حول التحريم الذي قلنا أنه لا يمكن أن يختص به إلا الله عز وجل.
وفي حالة ما إن أردنا أن نُسلم بإمكانية نسبة هذه الأحاديث إلى النبي ﷺ، فمن الواجب أن نوفق بين ما جاء في الرواية وبين ما يجب أن ينطبق على كلام الرسول النبي الذي لا يمكن أن يخرج عن التشريع الإلهي ولا أن يتناقض معه.
وفي الروايات التي تتكلم عن ظاهرة الوشم، فمن الممكن بل في الغالب أنها جاءت بصيغة النهي وليس بصيغة التحريم.
وقد شرحنا في حلقة خاصة بالمحرمات وقلنا أنها اختصاص إلهي، ودائرتها مقفلة من لدنه عز وجل، وتكلمنا عن الفرق ين التحريم والنهي، وأنه لا يجب الخلط بينهما لان ذلك يعتبر اعتداء على شرع الله وأيضا على الهدي النبوي.
كيف ذلك؟
أولا الحديث أو الأحاديث النبوية التي تنهى عن بعض الأخلاقيات والسلوكيات والأعمال البشرية، وإن صحت هي لا تفيد التحريم، وقد فصلنا في هذا الكلام ولن نكرره هنا، فالنبي ﷺ لا يحرم إلا ما حرم الله.
والشرع حين يسكت عن شيء، ليس معناه أنه يدعو إليه، ولكنه فقط يتركه للمجتمع الإنساني أن ينظر فيه، وأول من يحق له ذلك، هو النبي ﷺ الذي من حقه أن يأمر وينهى، بل من واجبه طبقا لما أمره الله به، بأن يأمر مثلا بالعرف.
بل حتى أولياء الأمور يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
إذاً فلا داعي لخلط الأمور بعضها ببعض، ولننظر على القضايا من هاته الزاوية، ولنبعد الكلام عن الحلال الحرام عندما نتكلم عن الهدي النبوي.
نأتي الآن إلى تعبير اللعن الذي ورد في الأحاديث نبوية، ونقول:
اللعن هو الإبعاد والطرد من رحمة الله وجميع الآيات القرآنية التي ذُكر فيها اللعن هي خاصة بأفعال عظيمة ترتبط بالكفر والقتل والظلم والشرك وجميع أنواع الكبائر، فكيف يستعملها النبي ﷺ فيما هو مرتبط بسلوكيات تافهة نسبيا كالوشم والنمص؟؟؟؟
وإذا لاحظنا أحاديث مروية أخرى نهى عنه النبي ﷺ باستعمال صيغة اللعن، سنجد صحة ما ذهبنا إليه، كمثال :
لعن الله آكل الربا .. لعن الله الخمر وشاربها ... لعن الله الراشي والمرتشي .. لعن الله السارق....
فهل الوشم والنمص مثل السرقة والزنا وشرب الخمر وأكل الربا ؟؟؟
إن الأحاديث التي نهت عن سلوكيات معينة بسيطة نوعا ما، في الغالب ودون الدخول في متاهات صحتها من عدمه، هي غالبا لم تأت بصيغة اللعن، بل بصيغة أخرى تفيد النهي بطريقة التنفير من السلوكيات الأعمال التي وردت فيها.
والرواة الذين نقلوا كلام رسول الله، لم ينقلوه بالحرف، بل بما فهموا من محتواه، وباستعمال طريقتهم في التعبير، وهذا وقع في كثير بل في كل الأحاديث التي هي في الأصل روايات نُقلت بصيغة الراوي.
ونحن نؤكد فيما يخص الوشم، قضيتنا الحالية، أن النبي ﷺ قد نهى عن هذا السلوك لعدة اعتبارات سنحاول أن نستنبطها في بقية مقالنا، لأنه من حقه كنبي وكمعلم وكقائد أن يمنع سلوكا معينا للقضاء على عادة يرى بحكمته أنها مضرة أو عديمة الفائدة أو تجر ويلات أو أنها من القبح والسوء بمكان..
بل ربما اختار كلمات قاسية نوعا ما للتنفير من بعض العادات لأنه يهتم بالنتيجة التي تتجلى في تربية جيل راشد وواعي مطهر من كل عادات الجاهلية التي كانت لصيقة بقومه.
ونحن كآباء وفي بعض الأحيان نستعمل أسلوبا متشددا لنهي أبناءنا عن فعل سلوك معين إذا ارتأى لدينا خطره، ولكي ننبههم إلى عواقبه لكي يرتدعوا وينتهوا عن ذلك.
ولذلك فحتى ولو استعمل النبي ﷺ كلمة "لعن" ولا أظن ذلك، فيمكن قبول هذا المصطلح على أساس أنه كان يريد أن يستقبح ذلك السلوك بشدة، لكي يتم القضاء عليه بسرعة قبل أن تصبح مقاومته مستعصية، وإذ ذاك سيكون من الصعب أن يندثر.
أسباب النهي عن الوشم :
لاحقا سوف نتكلم عن أهم ما في هذه الدراسة، وهو سبب أو أسباب النهي عن الوشم، لأن الهدف الرئيسي هو تبيان الحكمة من استقباح هذا السلوك والفعل، ووضعه في التصنيف الذي يليق به.
ونُذكر أننا لسنا مجبرين على اعتبار الوشم من المحرمات لكي ننهى الناس عنه !! وهذا ما نحاول أن نركز عليه في كثير من القضايا، فليس هناك ضرورة لاقتحام دائرة الحرام في كل مرة نريد أن نستقبح فعلا ما أو ننهى عنه.
فالشريعة لا تحتوي فقط على الحرام والحلال، فهناك أيضا المنكر الذي يعتبر من المنهيات، وهنالك مقدمات الحرام، وغيرها...
ثم بالإمكان أن ننهى عن شيء من باب التحذير من الوقوع فيما يؤدي إلى التهلكة، أو ما شابه ذلك.
أولا يجب أن نعلم أن الوشم هو عادة لم تظهر عند العرب بل هي عادة عالمية وقديمة جدا، وجذوره تعود لآلاف السنين، بل كان حاضراً في كل الثقافات تقريباً، بصيغ مختلفة.
المهم أن أسباب ممارسة الوشم عند المجتمعات كانت لأسباب عدة، فكان بعضهم يعتبره أو يحسبه ترياقا علاجيّا، وكان آخرون يعتقدون أنّه ينسف آثار العين والحسد، كما كان يُتَّخذُ لدى البعض كتعبير مرئي عن معاناة داخليّة.
بشكل عام، لم يكن الوشم فقط ممارسة للتزين، بل كانت له دوافع أكبر وأعمق، وكلها مرتبطة بأبعاد غيبية، فكان الواشمون يعتقدون بأن الوشم يؤثر في أمور غريزية يكبحها أو يقويها، كما اعتبرها البعض من أنواع السحر.... وهكذا...
فجل أسباب الوشم إذا استثنينا البعد التزييني، مرتبطة بالعقيدة (دفع العين والحسد، وممارسة السحر، وما شابه ذلك، وما خفي كان أعظم).
من هذا المنطلق، وهذا ما ّأعتقد، ارتأى النبي ﷺ، بصفته رسول يكرس قواعد الإيمان النقي والخالي من الأوهام والخرافات والأهم من ذلك من الشرك، وكان حكيما في ذلك، ارتأى النهي عن هذا العمل والسلوك المشين، والذي وإن قلنا بأنه ليس من المحرمات، فنحن نؤكد أننا ضد هذا السلوك كما هم أغلب الناس في كل المجتمعات، لأنه من المنكر، ولأننا نرى فيه سلوكا وتصرفا فيه مخاطر كثيرة، ونتائج وخيمة، ناهيك عن شذوذه كفعل لا علاقة له بالجمال لا من قريب ولا من بعيد.
ثم أننا لا ننسى أن المقاربة الدينية هي في الأصل غالبا ما تكون ناتجة عن مقاربات من نوع آخر إما صحية أو اجتماعية أو غيرها.
المقاربة الاجتماعية والصحية :
قلنا إن أسباب الوشم قديما كانت مرتبطة خصوصا بالبعد العقائدي، أما في العصور الأخيرة، أو بالأحرى القرن الأخير، كان مرتبطا أكثر بالبعد التزييني، وحتى إلى وقت قريب، أكثر ممارسي هذه العادة هم من المجرمين العتاه، السجناء منهم والأحرار، أو من الشواذ، أو من رواد الغناء الفاحش، وهم قي الغالب ينتمون إلى العالم الغربي، وكان يمارسه أيضا من كانوا ينتمون إلى جماعات شاذة مثل عبدة الشيطان وغيرهم.
ولكننا إذا حللنا الظاهرة أكثر، سنجد أن الوشم في حقيقته يبتعد كثيرا عن البعد التزييني، وهذا ما يجهله بعض المقلدين، فقد كان وما يزال شكلا من أشكال التمرد على المجتمع، وكذا الثورة على القيود الاجتماعية، إنها طريقة بعض الشباب في البحث عن التميز، ولأجل أخذ مسافة من المجتمع الذي لا يحس أساسا بالانتماء إليه.
أما في السنوات الاخيرة، فنلاحظ أنه قد أصبح ينتشر وسط الرياضيين والممثلين والمغنيين، والذين يُعتبرون قدوة للشباب والمراهقين، وهنا يكمن الخطر.
ولذلك ارتأينا أن ندق ناقوس الخطر، وأن ننبه أن التأثير اشتد وبدأت الظاهرة في الانتشار أكثر.
فتأثير نجوم الكرة والفن أصبح أشد وطئا من تأثير سلطة الدين أو حتى سلطة الآباء.
هذا من الناحية النفسية والاجتماعية، أما من الناحية الصحية، فلا أحد يمكن أن يجهل أو يتجاهل الأذى الذي يسببه الوشم للجلد، بل ويصبح الأذى شديدا وخطرا حتى في حالة إزالته.
وأبعد من ذلك، فأعتقد أن المقلدين وبعض من يستحسن هذا السلوك المشين بل وحتى الواشمون يجهلون أن هذه الممارسة الشاذة تتسبب في أمراض خطيرة كالسرطان والإيدز والتهاب الكبد الفيروسي غيرها، وهذا كلام متخصصين وأطباء غربيين لا علاقة لهم بالدين لا من قريب ولا من بعيد.
إذاً فالمقاربة هي صحية بالأساس، والدين ينهى ويرفض أي فعل يضر بصحة الإنسان، ويؤذيه، أو يؤدي به إلى التهلكة.
كما يمكن أن نضيف بعدا آخر هو البعد الجمالي، أي أن كل ما يبتعد عن الذوق السليم المنبعث من الفطرة هو من المنكر، ولا أعتقد أن جسم الإنسان يبدو جميلا حين يصبح ملطخا بتلك الرسومات الوشمية المقززة !!!
كما أحب أن أذكر، أن كل فعل أو سلوك له هذه العواقب والمخاطر، والذي لا يرجى منه إلى شهوة عابرة أو مزاج شخصي، أو يراد به التقليد لأجل التقليد، هو من المنكر ومن الواجب الامتناع عنه.
ويمكن أن نقيس على ذلك الكثير من السلوكيات وعلى رأسها التدخين فرغم عدم تصنيفه من المحرمات كما يفعل ذلك بعض الفقهاء، فهو سلوك مشين، يضر صاحبه والناس وله من الآثار والعواقب الصحية ما يكفي لجعله من المنهيات دينيا وصحيا واجتماعيا.
وعادة التدخين، والتي نجدها منتشرة لدى الكبار بشدة، ولكنها بدأت منذ مدة بالتغلغل بشدة وسط المراهقين ذكورا وإناثا، ولم تستطع لا المقاربة الصحية ولا الدينية من توقيف هذه العادة والتصرف الذي أعتبره شخصيا سلوكا غبيا وتافها قبل أن يكون سلوكا مضرا بالنفس وبالآخرين.
المهم في هذه الدراسة، هو التركيز على أنه من اللازم أن تكون هناك أدوات متجددة لمحاربة أي آفة كانت، وعدم الجنوح التلقائي إلى المقاربة الدينية.
خلاصة:
في الأخير، نذكر بأننا في موضوعنا هذا، أردنا أولا أن نبين أنه عندما نقول بعدم تحريم أي شيء لم يحرمه الله تعالى، ليس معنى ذلك أننا نجيزه، أو نسمح به.
ولكنه اتقاء الخوض في الحرام الذي أقفلت دائرته من لدنه عز وجل.
ثم لنبين ونوضح أسباب نهي العُرف بشكل عام عن هذا السلوك الشاذ.
فبعد كل هذا التحليل والتفصيل، لا يمكن إلا أن نعتبر أن الوشم إضافة إلى أنه سلوك مقزز هو فعل مؤذي ويتسبب في مخاطر صحية كبيرة.
وعلى هذا الأساس وطبقا لما قلنا، فالوشم سلوك غير سوي، وله مخاطر صحية لا يمكن تجاهلها، وهو لا يرقى إلى ممارسة طبيعية لأنه يفتقد إلى الأسباب المقبولة والبريئة، والخالية من العواقب، وبالتالي لا يمكن اعتباره سلوكا جائزا من الناحية الدينية، لأن الدين يمنع وينهى عن السلوكيات الشاذة والتي تجر على ممارسها كل ما ذكرناه، وهذا هو المنكر الذي ينكره العامة، والله أمرنا أن ننهى عن المنكر، والنبي هو أول من نهى عن المنكر.
أما من لا يعترف بالمقاربة الدينية التي تضع الوشم وغيره تحت مجهر الشرع، فبإمكانه الاكتفاء بالمخاطر الصحية الذي يترتب عنها، فذاك أكبر رادع لمن يفكر في الاقتراب منه.
والله أعلم..
** الكاتب : وديع كيتان **
لمشاهدة حلقة اليوتيوب الخاصة بالموضوع :
شارك برأيك .. وتذكر قول الله سبحانه وتعالى ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))